بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يتجاوز 3.3 مليون لاجئ، فمنذ بداية الأزمة السورية في 2011 كان استثمار رأس المال السوري في تركيا في ازدياد مستمر، وحاليًا يقدر عدد الشركات التي أسسها سوريون في تركيا أكثر من 10,000 شركة منها مسجلة وغير مسجلة.
تندرج منها 74% تحت صنف المشاريع متناهية الصغر، و24% مشاريع صغيرة، أما المتبقية فتصنف كمشاريع متوسطة الحجم ونسبتها 2%، يشير تقرير المنتدى الأورو-متوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية (فيميز) إلى أن مشاركة اللاجئين السوريين في الاقتصاد التركي ستحدث أثرًا على المدى الطويل في ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي من 1.9% إلى 4% بين 2017 و2028.
انطلاقًا من التزام سبارك في تقديم الدعم لمشاريع اللاجئين الناشئة وبالاشتراك مع مؤسسة قطر الخيرية، وحاضنة بناء، بتمويل من صندوق قطر للتنمية، انعقدت مسابقة نماء الريادية في نسختها الرابعة، التي صممت لتقديم المعسكرات التدريبية، والبرامج الإرشادية ومسابقات، ومشاريع بناء القدرات وكذلك تقدم التمويل الأولي لنخبة من المشاريع الريادية المختارة.
تقدم لمسابقة نماء الرابعة أكثر من 800 طلب، وصل 250 منها للقائمة القصيرة بعد التقييم الدقيق، وألتحقوا بمرحلة تدريب ما قبل الاحتضان، الذي يشمل 12 ساعة من الإرشاد في مجال بناء الفريق ومهارات التسويق، وكذلك 60 ساعة تدريبية في مجال بناء مشاريع مبتكرة، بعدها مُنِح المشتركون الفرصة لعرض مشاريعهم وأفكارهم الريادية للجنة التحكيم.
خلال المرحلة التالية وهي مرحلة الاحتضان، التحقت فرق الشركات الناشئة ببرنامج الإرشاد الذي يركز على تطوير الأعمال وبناء الخطط المالية، وتضمن البرنامج تدريبًا فرديا للمشتركين، بحلول نهاية هذه المرحلة من المسابقة، تمكن المشتركون من تطوير منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق (MVP).
ثم تأهلت 80 شركة ناشئة فقط إلى المرحلة التالية وهي معسكر التدريب، عرضوا فيها مشاريعهم إلى لجنة التحكيم، وتم تقييمهم بناءً على جاذبية فائدة المشروع بالنسبة للمستثمر المحتمل، وكذلك مدى قوة نموذج خطة العمل، والقيمة السوقية المقدرة، ودراسة الجدوى، استنادًا إلى هذه المعايير تم اختيار 20 شركة مشاركة للانتقال إلى المرحلة النهائية من المسابقة.
في المرحلة النهائية من المسابقة اختارت لجنة التحكيم 3 فائزين لتلقي تمويلًا أوليًا مجموعه 5000$، حصلت الشركة الفائزة بالمركز الأول على 2140$، بينما حصل المركز الثاني على 1780$ والثالث على 1070$:
فازت شركة “بريفا كوفي” بالمركز الأول، وهي شركة سورية ناشئة أسسها عبد اللطيف بابيلي، بهدف إيجاد طريقة مبتكرة لتناول القهوة عن طريق أقراص، بهذه الطريقة تسهل الشركة حياة الأفراد العاملين وهواة اللياقة البدنية من خلال الحصول على الكافيين بطريقة أكثر كفاءة، وبالحديث عن مشاركتهم بالمسابقة أشار المؤسس المشارك، فهد السيد، إلى أن ” جانب الإرشاد الذي تلقيناه من الخبراء بالأخص كان جانبًا قيمًا، فمعرفتهم وبعد نظر رؤية المدربين ساهمت بشكل كبير في تشكيل رحلتنا ونموها، نعتبر هذا الإنجاز نقطة انطلاق لنجاحنا القادم”
الفائز في المركز الثاني هي “RoboNexus” وهي شركة سورية لتنفيذ حلول روبوتية مخصصة لأتمتة المهام وبناء نظم لتبسيط عمليات الإنتاج، أسس الشركة محمد أديلوغلو، وهي تستهدف في خدماتها مالكي المستودعات متوسطة الحجم وأصحاب المصانع الكبيرة والمتوسطة وكذلك الشركات القائمة على تقديم الحلول.
في المركز الثالث فازت شركة “DoorsVision” السورية، التي تعمل على التحويل الرقمي الذكي في المجتمعات التقليدية وتطوير الاتصال بينها، تخدم هذه الشركة الناشئة، بتأسيس هادي مارديني، قطاع إدارة العقارات السكنية والتجارية ومقدمي الخدمات ومستخدمي العقارات.
بذلك تساعد مسابقة نماء الرياديين في انطلاقهم إلى رحلة النمو والتطور، وتوجههم في ذلك من خلال معسكرات التدريب المكثفة، وإرشاد الخبراء في المجال، ومسابقة ريادة الأعمال، والدعم المالي الأولي، وبرامج بناء القدرات المؤسساتية. وبكون المسابقة جزءًا من برنامج سبارك لتعزيز المرونة الاقتصادية خلال كوفيد-19، فهي كذلك تحرز تقدمًا في تحقيق مساعي الهدف الثامن في التنمية المستدامة للأمم المتحدة وهو العمل اللائق ونمو الاقتصاد.