تقديم

تم إطاق برنامج ”بناء” من قبل البرنامج الليبي للإدماج والتنمية ” LPRD ”، والبنك الإسامي للتنمية ” IsDB ”، ومركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسامية ” SESRIC ”. برنامج بناء هو مبادرة لبناء الدولة، تهدف إلى دعم ليبيا والبلدان الأخرى ذات البنية المؤسسية الهشة والمتضررة من حالة النزاع في إعادة بناء مؤسساتها. يشتمل برنامج بناء على ثاث مكونات رئيسية، أحدها هو تطوير الأبحاث. يعتبر الجانب البحثي مهماً لتحليل الوضع الحالي في ليبيا، ودعم صانع القرار بتوصيات وسياسات وحلول مقترحة، للتغلب على التحديات التي تقف في وجه عملية بناء الدولة. وفي هذا السياق، فإن مسألة الأمن هي إحدى أهم القضايا التي تواجه الشعب الليبي في مساعيه لإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية. ليبيا كما العديد من دول المنطقة تعاني من العنف والإرهاب الذي تتسبب به المجموعات المتطرفة كتنظيم داعش. ولهذا السبب فإن مشروع بناء كان قد أطلق مشروعه البحثي حول مكافحة التطرف العنيف ” CVE ”. كان الهدف الرئيسي لمشروع ”مكافحة التطرف العنيف” هو تحليل الأسباب الجذرية للتطرف العنيف في ليبيا والعمل على ايجاد حلولٍ لمواجهته ومكافحة انتشاره في عموم ليبيا. وقد قام البحث بالعمل على سبر أغوار جذور التطرف العنيف في ليبيا، وكيفية التغلب على مسبباته. اعتمد هذا البحث منهجية ”بناء السام” والتي تهدف لتعزيز مشاركة الجهات الفاعلة المحلية وتقوية المرونة والمناعة المجتمعية. وقد جاء برنامج مكافحة التطرف العنيف الذي تبناه هذا البحث متسقاً مع رؤية ”برنامج بناء” في الجمع بين مقاربات بناء السام، وبناء الدولة، وبناء الأمة. 11 من الأهداف المهمة الأخرى لمشروع بناء، العمل على نقل المعرفة وأفضل الممارسات الدولية للطرف الليبي. وقد وقع اختيار مشروع بناء لمركز الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية ”ستا” كشريك في هذا البحث بهدف نقل التجربة التركية والدولية في معالجة التطرف العنيف من خال التعامل مع جذوره المسببة. وقد تم تشكيل فريق المشروع البحثي بطريقة فريدة من خال الجمع بين الباحثين الليبيين، والأتراك والدوليين معاً وعلى مدى عدة أشهر وذلك لإجراء بحث ذو جودة عالية والخروج بتوصيات وسياسات مقترحة واضحة تستفيد من التجارب التركية والدولية في هذا الشأن. هذا وقد أدى الحماس والتنسيق ومشاركة الخبرات والمعلومات بين أعضاء الفريق البحثي لنجاح هذا المشروع على الرغم من الخلفيات والجنسيات المتنوعة للباحثين المشاركين. كان لي شرف المشاركة في هذا الفريق وأن أكون شاهداً على قدرة الباحثين الليبيين والأتراك على العمل سويةً بتناغم وود. بعد أشهر من العمل الشاق يمكنني القول بثقة أن ”مشروع بناء” قد نجح في تزويد صانعي القرار الليبيين بخريطة طريقة تصف الجذور المسببة للتطرف العنيف وتقترح حلول واضحة للتعامل معها. خريطة طريقة متسقة تماماً مع مقاربات بناء السام وبناء الدولة. هذا ولا يسعني في الختام إلا أن أشكر وأبارك للجهات الداعمة لبرنامج ”بناء” ولفريق المشروع البحثي من مركز ستا ومن الطرف الليبي على جهودهم الكبيرة التي نتج عنها هذا البحث المميز.

مصطفى الساقزلي

المدير العام للبرنامج الليبي للإدماج والتنمية